يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لرحيل الموسيقار “إلياس الرحباني”، والذي غيبه الموت بعد مسيرة موسيقية حافلة بأهم الأعمال والنجاحات عن عمر يناهز 83 عاماً إثر إصابته بفايروس كورونا المستجد، وذلك يوم الإثنين الواقع في 4 يناير 2021.
مسيرة إلياس الرحباني الموسيقية
حيث بدأ “إلياس الرحباني” مسيرته الموسيقية بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه “عاصي” و”منصور” (الأخوين رحباني)، ودرس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية (1945 – 1958) والمعهد الوطني للموسيقى (1955 – 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.وفي التاسعة عشرة من عمره 1957 أراد التوجه إلى “روسيا” ليكمل دراسته، ولكن إصابته في يده اليمنى منعته من ذلك، ولكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.
وفي العشرين من عمره 1958 استدعت إذاعة “بي بي سي” البريطانية بفرعها في “لبنان” الفنان “إلياس الرحباني”، وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، ويعد ذلك أول عمل رسمي، حيث يعتبر عام 1962 محطة رئيسة ومهمة جداً في حياة “إلياس الرحباني”، فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، كأغنية “ما أحلاها” للمغني “نصري شمس الدين”، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة “لبنان”، وبقي فيها حتى 1972، وعمل أيضاً “إلياس الرحباني” كمنتج موسيقي لدى عدة شركات، وفي 1976 سافر مع عائلته إلى “باريس”، وقدّم للعالم مئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن العشرين.
إلياس الرحباني مؤلف وملحن للعديد من نجوم الفن
كما لحّن”إلياس الرحباني” أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، نحو 2000 منها عربية، وألّف موسيقى تصويرية لخمسة وعشرين فيلماً، منها أفلام مصرية، وأيضاً لمسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو، ومن أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي” و”ابتسامتي” وفيلم “حبيبتي” وفيلم “أجمل أيام حياتي” ومسلسل “عازف الليل”.
وأبرز أعماله ألحان وكلمات عدد من أشهر أغاني الفنانة “فيروز” منها: “يالور حبك”، “الأوضة المنسية”، “معك”، “يا طير الوروار”، “بيني وبينك”، “جينا الدار”، “قتلوني عيونا السود”، “يا إخوان”، “منقول خلصنا”، “ياي ياي يا ناسيني”، “كان الزمان”، “كان عنا طاحون”.
وأيضاً لحّن الراحل “إلياس الرحباني” العديد من أغاني الفنانة “صباح” أشهرها: “كيف حالك يا أسمر”،” شفته بالقناطر”، “ياهلي يابا”، وغنى من ألحانه الفنانون “وديع الصافي”، “ملحم بركات”، “نصري شمس الدين”، “ماجدة الرومي”، كما تعاون مع عدد من مغني الجيل الحديث منهم “جوليا بطرس” و”باسكال صقر” و”هيفاء وهبي”.
ومن جانب آخر أنتج وألَّف الراحل “إلياس الرحباني” عدة مسرحيات منها: “وادي شمسين”، “سفرة الأحلام”، “إيلا”، وفي مجال الشعر صدر له كتاب “نافذة العمر” عام 1996، وقدّم نشيد “الفرانكفونية” كتحية لـ52 بلداً شارك في القمة الفرانكفونية التي عقدت في لبنان عام 2001.
وقد نُصّب عميداً لأكاديمية “روتانا” لتعليم الغناء حين تأسيسها في 2004 لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة بمبرر أن قرارات اتخذت بدون استشارته، وكان من أعضاء شرف الموسمين 10 و11 من برنامج ستار أكاديمي (للتعليق على الأداء)، وسابقاً من أعضاء لجنة تحكيم برنامج سوبر ستار الشهير.
إلياس الرحباني يحصد العديد من الجوائز
وتلقى “إلياس الرحباني” العديد من الجوائز منها: جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية، وجائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، وشهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، والجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، والجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا، وعام 2000 كرّمته جامعة بارينغتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وكذلك جامعة “أستورياس” في “إسبانيا”.
يذكر أن الراحل “إلياس الرحباني” من مواليد “أنطلياس” 1938، متزوج من “نينا خليل” ولديهما ابنين هما: غسان الرحبي”و “جاد الرحباني”.
التعليقات