اعلنت منظمة اليونسكو العالمية الأربعاء ١٥/١٢/٢٠٢١ عن إدراج “القدود الحلبيّة” ضمن قائمة التّراث الإنساني، وذلك ضمن اجتماع المنظمة خلال الدورة ال ١٦ للجنة الحكومية الدولية لحماية التّراث الثقافي اللامادي في “فرنسا”.
وقالت وزارة الثقافة السورية تعقيباً على هذا الإجراء أنّه خطوة إضافية لصون وحماية الهوية الوطنية السورية، واليوم تمّ إضافة جزء من التراث السوري العريق إلى التراث الإنساني العالمي، وشكرت الوزارة في بيانها السوريين المحبين للقدود الحلبية والتراث السوري لدعمهم وتسجيلهم هذا الفن العريق على لائحة التراث الإنساني، فالقدود الحلبية هي مرآة لعمق وأصالة الهوية الفنية السورية، هذا وكانت الأمانة السورية للتنمية هي من قامت في إعداد ملف القدود ومتابعته في منظمة اليونسكو العالمية، وتشتهر مدينة “حلب” السورية بهذا النّوع من الفنون منذ قرون كثيرة.
ماذا تعرف عن القدود الحلبية
وتعرف القدود الحلبية بأنها نوع من المنظومات الغنائية التي أنشئت على ألحان أغاني دينية أو مدنية، فهي تحاول الاستفادة من شعبية الألحان لتحقق الحضور المطلوب، وقد نشأ هذا الفن العريق بدايةً في “الأندلس” وانتقل منها إلى “بلاد الشام” وحافظت على هذا النوع الطربي محافظة “حلب” السورية لا بل واشتهرت به، ومن أنواع القدود المختلفة “القد الشعبي” مثل أغاني (ياحنينة) (ياميمتي) ( ربيتك زغيرون)، و”القد الموشح”، الأناشيد الدينية المتداولة في الأذكار، الأغاني الشعبية والفلكورية، بالإضافة إلى الأغاني والموشحات التركية والفارسية.
مشاهير القدود الحلبية
ومن أهم مشاهير هذا النوع من الفن: الشيخ “عبد الغني النابلسي الدمشقي”، الشيخ “عمر الياقي”، الشيخ “يوسف القرقلي”، الشيخ “أمين الجندي”، “محمد النشار”، “محمد الدرويش”، “محمد خيري”، “شاكر الحمصي”، “ابو أحمد اسكيف”، “جمال الدين ملص”، “رضا الأيوبي”، “حسن حساني”، “بكري رجب”، “خالد ترمانيني”، “صباح فخري”، “صبري مدلل”، “شادي جميل”.
أشهر القدود الحلبية المشهورة
ومن أبرز القدود الحلبيّة المشهورة “يا مال الشام”، “قدك المياس”، “تحت هودجها”، هذا وكان الحلبيون مع بداية القرن العشرين قد أضافوا إلى تراثهم الفني العديد من الأغاني التي شاع استخدامها في يومنا هذا، بالإضافة إلى أنواع واساليب متنوعة من الغناء اشتهرت في أرجاء الوطن العربي، مثل القدود والطقطوقة والموشحات، ويعتبر الشيخ “عمر البطش” أهم الملحنين الذين وضعوا بصمتهم في تلحين الكثير من الموشحات وهو من منشدي الزوايا الهلالية.
ولعلّ أبرز الأسباب التي أدت إلى ربط القدود بمدينة “حلب” هو أنّ هذه المدينة قد احتضنت العديد من الفنون وذلك بسبب موقعها التجاري، كما كان لإذاعة حلب التي أنشأت عام ١٩٤٩م دورٌ كبير في تسجيل وحفظ القدود الحلبية عن طريق تسجيلها وبثها وحفظها عبر الإذاعة لسنوات كثيرة.
وكانت مدينة “حلب” قد ودّعت أحد أبرز فناني العصر الحديث وملك القدود الحلبية “صباح فخري” في الثالث من تشرين الثاني الفائت الملقب “صناجة حلب”، والذي كان قد تتلمذ على يد الشيخ “عمر البطش” والشيخ “علي الدرويش”، ودخل موسوعة غينس للأرقام القياسية كأطول وصلة غنائية استمرت لساعات في العاصمة الفنزويلية “كاراكاس” ومن أشهر أغانية التي قدمها “يا حادي العيس”، “قدّك المياس”، “يامال الشام”، “ابعتلي جواب”، “مالك يا حلوه”.
وتبقى القدود الحلبية السورية من أهم أنواع الفنون التي تعكس الهوية الفنية السورية العريقة، فسورية امتازت على مدار تاريخها الطويل بتقديم أهم أنواع الفن العالمي سواء بالخط العربي أو القدود الحلبية وغيرها من الفنون التي تعبر عن التراث السوري العريق الذي يحمل الكثير من الأصالة والعراقة.
الجدير بالذكر أن اليونسكو قامت بإدراج الخط العربي أيضاً ضمن قائمة التراث اللامادي، والذي يشكل رمزاً ثقافياً أساسياً في العالم العربي، وتزامن إدراج الخط العربي ضمن هذه القائمة مع الاحتفاء بيوم اللغة العربية في سورية.
التعليقات