الغذاء والجمال
الغذاء والجمال عندما يتعلّق الأمر بالجمال والحفاظ على الشّباب والصّبا، فإنٌنا نجد الكثير من الأشخاص يتشوقون لإيجاد جميع الحلول والوسائل المُمكنة التي تحميهم من تغيّرات التّقدم في العُمر وظهور علامات الشّيخوخة، حيث مع التقدم في العمر البشرة تتغيّر والشّيب يظهر، وأحياناً تبدأ صحّة الجسم بالتّراجع، إلّا أنّ البشرة هي أوّل ما يُظهر عدّاد العمر، في حين تبقى علامات الشيخوخة مخفيّة في الأعضاء الدّاخليّة، وتتمثل محاربة الشّيخوخة النّاجحة والفعّالة في أهمية التّركيز على الصحّة والنّشاط ومنع التّقدم في العمر من أن يُصبح وقتاً للمرض، مع تقليل ظهور علامات التّقدم في السّن على البشرة والوجه والجسم،ولذلك يجب الاهتمام بالصحّة ومكافحة الشّيخوخة منذ الصّغر، فاتباع الحمية الصحيّة ومُمارسة التّمارين الرياضيّة بشكل منتظم على مدى سنوات طويلة له دوراً هامّاً في الحفاظ على الصحّة والشباب.
الفيتامينات
وهناك الكثير من الشّائعات حول استخدام بعض الفيتامينات لمكافحة علامات التقدم في السّن، ولذلك فإنٌ هذا المقال يهدف للحديث عن الحقائق العلميّة حول الفيتامينات التي تحارب الشّيخوخة. حيث إنٌ أفضل الفيتامينات لمكافحة الشيخوخة يشمل الحفاظ على البشرة من زيادة ظهور علامات التقدم بالسّن بالإضافة من الاستراتيجيّات، ولعلّ أهمّها عدم التّعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، واستخدام واقي الشّمس لمنع تأثيرات الأشعّة فوق البنفسجيّة، بالإضافة إلى محاولة عدم التّعرض للمُلوّثات والسّموم، وتناول بعض مضادّات الأكسدة، حيث أشارت الدّراسات العلميّة أنّ تناول بعض المُكمّلات الغذائيّة له دور في تحسين حالة البشرة، حيث تعمل مضادّات الأكسدة على محاربة الجذور الحُرّة وخفض تكوين مركبات الأوكسجين النّشطة وترميم أنسجة الخلايا التي تضرّرت بعملية الأكسدة والتّغذية السّليمة تعتبر من أفضل الطرق للحصول على مُضادّات الأكسدة، حيث تحتوي مضادات الأكسدة التي يُمكن الحصول عليها من الغذاء والتي تساهم في مكافحة شيخوخة البشرة فيتامين ج وفيتامين ھ والكاروتينات وعنصري السيلينيوم والنّحاس،وتتضمن العناصر التي أثبتت الدّراسات العلميّة تأثيراتها الإيجابيّة في محاربة الشّيخوخة فيتامين ج وفيتامين ھ والسيلينيوم.
عمل فيتامين ج
يُعتبر عمل فيتامين ج كمضاد للأكسدة أحد أهم الوظائف التي يقوم بها في الجسم،بالإضافة إلى دوره الهام في تصنيع الكولاجين الذي يُعتبر البروتين الأساسيّ في البشرة وغيرها من الأنسجة،وهو يكافح الشّيخوخة عن طريق محاربته للجذور الحرّة وما تسبّبه من أضرار تشمل تسريع عمليّة الشّيخوخة، ويعد فيتامين ج من أكثر مضادات الأكسدة وفرة في البشرة، ولذلك فالبشرة تتأثر بشكل كبير من التّعرض للملوّثات والتّدخين والتّعرض لأشعّة الشّمس، حيث إنٌ التّعرض البسيط للأشعة فوق البنفسجيّة يعمل على خفض مستوى فيتامين ج في البشرة بنسبة 30%، كما يعمل التّعرض لتلوث المدن إلى خفض مستواه بنسبة 55%، كما إنٌ تناول فيتامين ج له دور في خفض خطر الإصابة ببعض الأمراض المتعلّقة بتقدّم السن، مثل تأثيره في منع أو إبطاء فقدان البصر في حالات الضّمور الشّبكيّ المُرتبط بتقدّم العمر (بالإنكليزيّة: Age-related macular degeneration)، و أيضاً خفض خطر الإصابة بتصلّب الشّرايين (بالإنكليزيّة: Atherpsclerosis)، ودوره في خفض مستوى ضغط الدّم الانقباضيّ عند تناوله مع أدوية الضّغط، و يساهم في خفض خطر الإصابة بسرطان عنق الرّحم وسرطان المعدة، وغيرها من التّأثيرات.
حاجة الأشخاص البالغون من فيتامين ج
ويحتاج الأشخاص البالغون إلى حوالي 2000 ملغ من فيتامين ج يوميّاً، حيث يمكن الحصول عليه عن طريق تناول الفواكه والخضروات، حيث تُعد الفواكه الحمضيّة وعصائرها من أهم ّمصادر فيتامين ج; ويُمكن الحصول عليه أيضاً عن طريق تناول الفراولة والبطيخ والبندورة والبروكلي والفلفل الحلو والكيوي والكرنب وغيرها من الأغذية.
فيتامين هـ
ومن الفيتامينات أيضاً فيتامين ھ الذي يعتبر أهمّ مضادّات الأكسدة الذّائبة في الدّهن في جسم الإنسان، وتعتبر وظيفته كمضاد للأكسدة أحد أهمّ وسائل الجسم الدفاعية ضدّ تأثيرات الجذور الحرّة، الأمر الذي يعمل على حماية مكّونات وأغشية الخلايا الحسّاسة من الأكسدة والتلف، بالإضافة أنّه يعمل على وقاية الأحماض الدهنية غير المشبعة وغيرها من الدهون والمواد المتعلّقة بها (مثل فيتامين أ) من الأكسدة، وله دور في وقاية البشرة من تأثيرات التّقدم في السّن، كما أشارت بعض الدّراسات أنّ استخدامه الخارجيّ على البشرة يُساهم في خفض التّجاعيد الناتجة بسبب التعرض للشّمس ويحسّن من بُنية البشرة. إضافةً إلى تأثيره على البشرة فإنٌ فيتامين ھ يحارب مشاكل أخرى تتعلّق بالتّقدم في العمر والشّيخوخة، ويقلل خطر الوفاة بسرطان المثانة، وخفض خطر الإصابة بالخرف (بالإنجليزيّة: Dementia)، ويخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما أنٌه يعمل مع فيتامين ج في تحسين حالات ارتفاع كوليسترول الدم.
فيتامين هـ يحمي من السكتة الدماغية
كما يخفض خطر الإصابة بالسّكتة الدماغيّة لدى الرّجال المصابين بالسكري والضغط، وغيرها. ويحتاج الأشخاص البالغون إلى 1000 ملغم من فيتامين ھ يوميّاً، ويُمكن الحصول عليه بتناول مصادره الغذائيّة، وهي الزيوت النباتيّة وجميع المنتجات التي تحتوي عليها، ويعد زيت جنين القمح مصدراً مميّزاً له، ويجب الإشارة إلى أنّ فيتامين ھ سريع التلف والتأثّر بالحرارة والأكسدة، ولذلك فإنٌ الأغذية الطازجة والتي لم تتعرّض إلى الكثير من خطوات التصنيع والطهي مصادراً جيّدةً له، في الوقت الذي لا تعتبر الأغذية التي تعرّضت لخطوات تصنيع متعدّدة أو للقلي مصادراً جيدةً. أغذية لمحاربة الشّيخوخة يفيد تناول الفواكه والخضروات مُتعدّدة الألوان الحاوية على بمُضادّات الأكسدة، مثل الخضروات الورقيّة الخضراء، والبندورة شديدة الاحمرار، والتّوت الأزرق، والجزر، والعنب الأحمر على منح الجسم ما يحتاجه لمحاربة الشّيخوخة، ويجب أن يتناول الفرد إلى ما يتراوح بين 5 إلى 9 حصص من الفواكه والخضروات يوميّاً، كما أنٌه يجب تناول حوالي 3 حصص يوميّاً من الحبوب الكاملة، مثل الأرز البنيّ، والقمح الكامل، والشّوفان الكامل، والكينوا وغيرها من الحبوب الكاملة، والتي لها دور في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب وبمرض السّكري من النّوع الثّاني وغيرها، كما أنٌ تناول الأسماك الدّهنية ضروري للحصول على الأوميغا-3، والذّي يٌخفّض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسّكتة الدّماغيّة والزهايمر، والحليب ومنتجاته منخفضة الدّسم المُدعّمة بفيتامين د من أجل خفض خطر الإصابة بهشاشة العظام، والحفاظ على مُستويات طبيعيّة للكوليسترول تقليل فرصة الإصابة بأمراض القلب، كما وأنّ تناول المُكسّرات، مثل اللوز والجوز، والبقوليّات، كالعدس، له دور كبير في محاربة الشيخوخة. ولا بدّ من تقليل تناول الدّهون المُشبعة واللحوم مرتفعة الدّهن والحليب ومنتجاته كاملة الدّسم والسّكريّات والملح من أجل الحصول على حمية صحيّة تُخفّض من خطر الإصابة بالأمراض التي ترتفع نسبها لدى كبار السّن،وممّا سبق نجد أنّ مبادئ الحمية اللازمة لمحاربة الشّيخوخة هي مبادئ الحمية الصحيّة العامّة، والتي يجب التأكيد على الالتزام بها من قبل الجميع.
التعليقات